عائلة بوطاجين تنحدر من اجديوية بغليزان وتقيم بحاسي مسعود تتكون من ثمانية أفراد (الزوجان وستة أبناء أكبرهم بنتا شاركت في دورة البكالوريا الأخيرة)، رب العائلة بوعبد الله حسب ما ذكر أخوه والدموع تنهمر من عينيه قرر صيام رمضان مع والدته هذه السنة بجديوية.
فركبت العائلة بجميع أفرادها من حاسي مسعود متجهة إلي غليزان وفي النفس أماني اللقاء بالأهل والتمتع بصفاء ليالي الصيف وحميمية رمضان مع العائلة الكبيرة، وتذكّر سالف الأيام وجميل الذكريات، إلا أن الأقدار شاءت أن تأخذ نصف العائلة حيث توفي الوالد بوعبد الله وزوجته فاطمة وابناه محمد وإبراهيم، ورانية ومريم التي اجتازت امتحان البكالوريا ومسعودة وسعاد البالغة من العمر 11سنةن كلهن تقبعن بمستشفى آفلو إصاباتهن ليست خطيرة ولكنهن لا يعلمن شيئا عن النصف الآخر من العائلة وكل ما يعلمن أن الجميع أجريت له عمليات جراحية ......الأهل والمسعفون النفسانيون في حيرة وقلق كيف يتم تبليغ النصف الحي أن نصفه الآخر قد مات وذهبت معه تلك الأماني الجميلة. الأم مصدر الحنان ..ولو في النار كان الحادث الأليم الذي ذهب ضحيته 32حريقا و23جريحا بآفلو مصدرا لكثير من العبرة والتدبر في بعض أحداثه ووقائعه وخاصة في إبعاده الإنسانية، حيث يحكي أحد الشهود "يوم الحادث بعد أن تم وضع الجثث المتفحمة بقاعة الاستعجالات التقيته يبكي بكاء مرا فذهبت أذكره بالآخرة ونهاية كل حي وأن الإيمان الرضا والتسليم قال لي اعلم ذلك وأدركه وطلب مني مصاحبته للمكان فأبيت مرافقته فسألته لماذا فقال لي لا أستطيع أن أكون أفصح من الحقيقة ووصفها واستجبت لهن حين دخلت ولهول المشهد امرأة متفحمة ولكن صغيرها متفحم بين يديها تضمه إلى صدرها حينها أصابنى ما أصابه بل أكثر وقلت في نفسي إن الأم تحتضن صغيرها في بطنها جنينا ثم يأتي إلى الدنيا فتحتضنه رضيعا يكون صدرها له غذاء بعد أن كان بطنها له وعاء ويكبر في أعين الناس ويظل صغيرا في عينها بنفس الرعاية والإشفاق والحنان تفتديه بنفسها تحول بينه وبين كل مكروه يأتيه ...".
المصدر
0 blogger-facebook:
إرسال تعليق